الأمة الإسلامية والحفاظ على هويتها ” جزء 6″

الدكرورى يكتب عن الأمة الإسلامية والحفاظ على هويتها ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

ونكمل الجزء السادس مع الأمة الإسلامية والحفاظ على هويتها، ومن المأثور من كلام الإبراهيمي قوله ” الأمة التي لا تبني المدارس تبنى لها السجون” فكان لعلماء دور وخطة واضحة في التأثير على قومهم لكي تكون لديهم القابلية ضد الاستعمار لا مع الاستعمار لكي يعود الاستقلال، وتعرف الهوية الوطنية بأنها الشكل القومي للحياة التي يعيشها الفرد داخل مجتمعه بشكل غير طوعي أو مختار من قبله، ويتحكم في الهوية الوطنية بعض السمات مثل اللغة والأخلاق والعادات المجتمعية الموجودة في المحيط وهي مرتبطة بالقومية والفرق بين الهوية الوطنية والهوية الشخصية هو أن الهوية الشخصية هي التي تميز الفرد عن غيره من خلال سماته الشخصية وثقافته وميوله وما إلى ذلك وهي باختياره.

وتتحكم الهوية الشخصية في ظهور الانتماء الطوعي لدى الفرد وهو ما يعزز الهوية الوطنية، وتعرف الهوية الوطنية على أنها مجموعة السمات المجتمعية التي يمتلكها الفرد تبعا للمجتمع الذي ينتمي إليه، وتمتلك الهوية الوطنية أهمية كبرى في تحقيق الاستقرار داخل المجتمع، بحيث تعمل على توحيد جميع الفئات المختلفة في الدين أو العرق أو اللغة تحت قوانين وأنظمة ثابتة تتبع للوطن الذي تعيش فيه الجماعات المختلفة، مما يحقق الاستقرار وتوحيد كل الأفراد في أمة واحدة وتبني رابطة بين جميع أفراد المجتمع، وللهوية الوطنية أهمية كبرى للمجتمع والدولة، إذ تعمل كقوة تربط بين أفراد المجتمع وتحميه من الانقسامات، بحيث يحصل كل فرد على حقوقه.

ويتمتع بالرفاهية داخل مجتمعه بناء على هويته الوطنية وبغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي أو الدين والعمر وما إلى ذلك من الفروقات الفردية، وكما تعد الهوية الوطنية من أهم العوامل التي تساعد على بناء مجتمع متماسك ومتوحّد بين جميع أفراده بغض النظر عن الاختلافات فيما بينهم، ولقد قال الغرب بأنه ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلا أحد حلين، الأول هو تقتيلهم والقضاء عليهم، والثاني هو تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنية العلمانية” وصدق الله العظيم حين قال عن أعداء المسلمين كما جاء فى سورة الكهف ” إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا” ولهذا نجدهم يركزون كثيرا على حرب الأفكار.

وأما من يتشكك في هويته الإسلامية فإنك حتما ستراه قد ضعف دينه وصار مولعا بهوية وثقافة الغير، ويضعف ترابطه بالتماسك الاجتماعي المحيط من حوله، فيفقد ذلك الفاقد لهويته مجتمعه وأفراد مجتمعه، ويذوب في الآخر وهو الكافر ومن ثم تراه ينتظر الفرصة حينا بعد حين للانتقال والسكن في دول الكفر لأنه لا يرى أن مجتمعه قد يستوعبه أو أنه يتفاعل مع مجتمعه، وأما عن أبرز مقومات الهوية الإسلامية، فهي الاعتزاز العام بالهوية الإسلامية وبهذا الدين الذي يحمله معتنقوه والمجاهرة به ونشره في الآفاق، وصناعة المنظمات والمؤسسات المعنية بالمحافظة على الهوية الإسلامية والدفاع عنها، وتصحيح الصورة النمطية المسيئة في أذهان الكثير من الكفار.

سواء في الشرق أو في الغرب عن نظرتهم للإسلام وتجلية صورة الإسلام بصفته السمحة النقية الخالدة، وإبراز شهادات الغرب والشرق المنصفة والمحايدة التي تدلل على عظمة هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان واستيعابه لجميع الأمور الدنيوية، ومجادلة ومناقشة المتشككين بدينهم والرد عليهم، وإبراز مصادر الخلل في التلقي والاستدلال عندهم وعلى رأسهم المنتسبين لليبرالية لأنهم أكثر الناس انتشارا وخصوصا في وسائل الإعلام، وأول أمر أجده مهما ورئيسا في الحفاظ على الهويّة الإسلامية، هو تعميق الإيمان بالله تعالى فإن له أثرا كبيرا في تحصين القلب ضد الأفكار الهدامة، وقد أدرك ذلك الشيخ محمد قطب فقال “وأول ما نبدأ به من هذا الجهد، هو تصحيح منهج التلقي من أين نتلقى فهمنا لهذا الدين؟