طريق النبي نور ” جزء 9″

الدكروى يكتب عن طريق النبي نور ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

طريق النبي نور ” جزء 9″

ونكمل الجزء التاسع مع طريق النبي نور، وكان بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هو مقر حكمه بين الناس، بقيت المرأة وجلست، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، السيدة عائشة، وقال لها “من هذه يا عائشة؟” فقالت السيدة عائشة إنها فلانة وأخبرته باسمها، وقالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم، الله ما تلقى نساء المؤمنين منهن، أي النساء تصبر على الرجال، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها جاءتني تشتكي أن زوجها يضربها والله يا رسول الله لا أدرى أذراعها أشد خضرة أم خمارها من شدة الضرب، فطلب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إحضار زوجها فحضر الزوج ومعه ولدان من غيرها.

فقد كان متزوجا من غيرها وقبل الزواج منها، فلما أقبل قالت الزوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه يضربني وذمت رجولته فدافع الرجل عن نفسه، وقال كذبت، والله يا رسول الله إني لأنفضها نفض الأديم ولكنها ناشز تريد رفاعة إن عندي زوجه قبلها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “هل هؤلاء أولادك؟ فقال لرسول الله نعم يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن لديه أولاد وهو قادر، وقال لها أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة ويقصد بذلك زوجها السابق، ثم أكمل قائلا ” لا والله أنت اشتقت إلى زوجك الأول، فإن كان ذلك لم تحلي له، أو لم تصلحي له، حتى يذوق من عسيلتك “وهكذا كان الصحابى الجليل ثابت بن قيس وحكايته مع زوجته التى طلبت الخلع منه.

وما شابة ذلك من حكايايات، وهكذا كان حب النبى صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام، وللانصار، فعن حميد الطويل، قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، قال كانت الأنصار يوم الخندق تقول “نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما حيينا أبدا” فأجابهم النبى صلى الله عليه وسلم ” اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأكرم الأنصار والمهاجرة” رواه البخارى، وعن أبي التياح، قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول قالت الأنصار يوم فتح مكة وأعطى قريشا، والله إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا ترد عليهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا الأنصار قال، فقال صلى الله عليه وسلم “ما الذي بلغني عنكم؟ وكانوا لا يكذبون.

فقالوا هو الذي بلغك قال صلى الله عليه وسلم ” أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم، لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم” وليس بعد هذا المديح كلام يقال، وكان منهم هذا الصحابى الجليل ثابت بن قيس، وإن الحديث عن سيرة حياة ثابت بن قيس فهو الحديث عن سيرة صحابى كان من أكثر الأنصار محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أشدهم ورعا وتقوى، وهكذا كانت الصحابة الكرام، فهم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا وقد اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة دينه ”

وكما قاله ابن مسعود رضي الله عنه “فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة ” وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، في قول الله عز وجل فى سورة النمل “قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى” وقال هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن مسعود رضي الله عنه ” إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه “