طريق النبي نور ” جزء 10″

الدكروى يكتب عن طريق النبي نور ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

طريق النبي نور ” جزء 10″

ونكمل الجزء العاشر مع طريق النبي نور، والصحابي هنا هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم، مؤمنا به، ومات على ذلك، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ” وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ” لقد منّ الله سبحانه وتعالى على البشرية جمعاء بمنة عظيمة ألا وهي إرساله عز وجل، إليهم الرسل والأنبياء الكرام مبشرين ومنذرين ليخرجونهم من الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى، لئلا يكون لهم حجة بعد الرسل.

فهم الذين يقودون موكب البشرية للإيمان والحق، وحولهم عليهم الصلاة والسلام، رجال ينشرون دعوتهم من بعدهم، ويأتي في طليعة أولئك الرجال، الرجال الذين كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين علما وعملا وتصديقا وصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهادا في سبيل الله والدعوة إلى دينه، وسبقا إلى كل خصلة جميلة، فبلغوا الغاية في العلم والفضل والمعروف منزلة لم يبلغها أحد قبلهم ولا بعدهم، اصطفاهم الله لتلقي التنزيل، وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل بالدين القويم، فكانوا في جميع أمور حياتهم على الصراط المستقيم، فأثنى الله عليهم بحسن الإيمان، وسلامة المنهاج.

وسداد القول، وصالح العمل، وكمال الخلق، وأخبر برضاه عنهم، ووعدهم بجنات النعيم، وقد اجتمع لهم تزكية الله تعالى وثناؤه، ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وذكره لفضائلهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحسن الناس خلقا، وقد ظهر ذلك جليّا في تعامله مع أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وذلك من خلال حرصه على أن يكون شريكا لهم في أفراحهم وأحزانهم، وقوتهم وضعفهم، مما كوّن علاقة قوية تجمعه بهم وتدل على مدى حبه لهم، ولقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم،على توطيد أواصر الألفة والود مع أصحابه بمنحهم الألقاب والصفات، كوصفه الزبير بن العوام بحواريه، وأبو بكر وعمر بوزيريه.

وعبيدة بن الجراح بأمين الأمة، ولقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم، على تعزيز أواصر الصحبة والرفقة بمشاركة أصحابه في المأكل والمشرب، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أنه قال ” كنت جالسا فى دارى، فمر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إلى، فقمت إليه، فأخذ بيدى، فأنطلقنا حتى أتى بعض حجر نسائه، فدخل ثم أذن لى، فدخلت الحجاب عليها، فقال صلى الله عليه وسلم، هل من غداء؟ فقالوا نعم، فأنى بثلاثة أقرصة، فوضعهن أمامه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قرصا، فوضعه فى يديه، وأخذ قرصا آخر، فوضعه بين يدى، ثم أخذ الثالث، فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدى.

ثم قال صلى الله عليه وسلم، هل من إدام؟ قالوا لا إلا شئ من خل، فقال صلى الله عليه وسلم، هاتواه، فنعم الأدم هو” رواه مسلم، ولقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم،على إدخال البهجة والسرور على قلوب أصحابه الكرام بمشاركتهم المزاح واللهو، ومن ذلك مزاحه مع رجل اسمه زاهر بن حزام، وقد كان ذميما، حيث يروي أنس بن مالك رضي الله عنه القصة فيقول ” أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوما وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال، أرسلني، من هذا؟ فالتفت، فعرف النبى صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم، حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم، يقول، من يشتري العبد؟ فقال يا رسول الله، إذا والله تجدني كاسدا، فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” لكن عند الله لست بكاسد”