الملك العادل ذو القرنين “جزء 9”

الدكرورى يكتب عن الملك العادل ذو القرنين “جزء 9”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الملك العادل ذو القرنين “جزء 9”

ونكمل الجزء التاسع مع الملك العادل ذو القرنين، ولكن ظل النبي صلى الله عليه وسلم، خمسة عشرة ليلة لا يأتيه الوحي حتى أحزن النبي صلى الله عليه وسلم، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه السلام من الله عز وجل، بسورة الكهف، ولكن قد ضعف هذا الحديث ابن حجر العسقلاني وغيره، وقد اختلف أهل التفسير في ذي القرنين فقيل أنه كان نبيا، وقيل أنه كان ملكا، وقال ابن كثير، والصحيح أنه كان ملكا من الملوك العادلين، وقال ابن عباس رضى الله عنهما “كان ذو القرنين ملكا صالحا، رضي الله عمله، وأثنى عليه في كتابه” وقد سئل علي بن أبي طالب عن ذي القرنين؟ فقال رضى الله عنه ” لم يكن نبيا ولا رسولا ولا ملكا، ولكن كان عبدا صالحا”

وقال وهب بن منبه “كان له قرنان من نحاس في رأسه” وقد قال ابن كثير وهذا ضعيف، وقيل أنه سمي بذي القرنين، لأنه ملك فارس والروم، فلقب بهذا، وقيل لأنه بلغ قرني الشمس شرقا وغربا، وملك ما بينهما من الأرض، وقد ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه ورد أقصى الأرض في المغرب وأقصاها في المشرق، وقيل بسبب شج قرني رأسه، وقيل غير ذلك، وسبب التسمية غير متفق عليه، وفيها عدة أقوال ذكرها أهل كتب التفسير، وقد ذكر ابن كثير أن ذا القرنين أسلم على يدي نبى الله إبراهيم عليه السلام، وطاف معه بالكعبة هو وإسماعيل عليهم السلام، وقد ذكر الطبري أنه كان في زمن الخضر، وأن الخضر كان على مقدمة جيشه.

وكان عنده بمنزلة المشاور، الذي هو من الملك بمنزلة الوزير، وعلق ابن كثير على ذلك فقال والصحيح أنه أي الخضر، وقد كان في زمن أفريدون، وقد استمر على قيد الحياه إلى أن أدركه نبى الله موسى عليه السلام، وبحسب دراسة للباحث سامي القسيمي، في كتب العهد العتيق ككتاب عزرا هو کوروش ملك الفرس، وهو مؤمن بالله وباليوم الآخر، ويدل على ذلك ما في جاء كتب العهد القديم من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب الأشعياء، راعي الرب، وقد ذهب عدد من المفسرين إلى أن ذو القرنين هو نفسه الملك سليمان المذكور فى القرآن والكتاب المقدس، مستشهدين فذكر الله تعالى لذا القرنين على أنه ذو ملك واسع، وصاحب آلات مكنته من تحصيل مقاصده العظيمة والجسمية.

وبلغ حكمه مشارق الأرض ومغاربها، وهو ما ينطبق على النبى سليمان عليه السلام، ويرى حمدي بن حمزة أبو زيد عضو مجلس الشورى السعودي في كتابه فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج أن ذو القرنين ما هو إلا أخناتون، وهو ذلك الملك الفرعوني الموحد لله، فيما هناك العديد من الشواهد التي ترجح ان ذو القرنين كان أحد ملوك حمير التبابعة مثل اسم ذو القرنين نفسه الذي ورد في القران الكريم فلم يكن أحد في العالم يستخدم أضافة كلمة ذو، وذي، في تسمية الأشخاص والمناطق غير العرب وبالتحديد أهل اليمن، وأما عن قصته فقد أتى في تفسير القرآن الكريم لآيات التي تقص قصة ذو القرنين وهل من أصدق من الله قيلا، فالقصة تحكي أن الله تعالى، أعطاه الحكم والقوة.

فجال بجيشه في الأرض يدعو الى الله تعالى حتى وصل الى غربا ووصل الى عين حمئة كبيرة ، وقد كانوا يقولون أن الشمس تغرب في هذه المنطقة وكانوا يعتقدون أنها نهاية العالم وأن الشمس تغطس في المحيط وهو المحيط الأطلسي حتى وصل على قوم موجود هناك، وقد رأى الشمس تغرب في منطقة في بحر إيجا المحصورة بين سواحل تركيا الغربية شرقا واليونان غربا، وكان فيها قوم وقد ألهمه الله تعالى بأنه مالك أمر القوم الذين يسكنون فيها، والذين كانوا يعبدون الشمس من دون الله، وقد ألهمه الله أيضا ملكهم إما أن يعذبهم أو يعفوا عنهم، وقد حكم هذ الحاكم العادل بأنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا وسوف يحاسبهم الله تعالى يوم القيامة، ومن آمن منهم سيكرمه ويعفوا عنهم.