الملك العادل ذو القرنين “جزء 14”

الدكرورى يكتب عن الملك العادل ذو القرنين “جزء 14”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الملك العادل ذو القرنين “جزء 14”

ونكمل الجزء الرابع عشر مع الملك العادل ذو القرنين، فقال، انظر ما تحتك فقال، أرى مدينتي وأرى معهما مدائن، ثم عرج به فقال، انظر ما ترى فقال، أرى مدينتي قد اختلطت بالمدائن ثم زاد فقال، انظر ما ترى قال، لا أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها، فقال له الملك، لك تلك الأرض كلها وهذا السواد الذي ترى محيطا بنا البحر وإنما أراد الله تبارك وتعالى أن يريك الأرض وقد جعل لك سلطانا فيها فسر في الأرض فعلم الجاهل وثبت العالم، فسار حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عليهما كل شيء فبنى السد ثم سار فوجد يأجوج ومأجوج يقاتلون قوما وجوههم كوجوه الكلاب ثم قطعهم فوجد أمة من الفراش.

يقاتلون القوم القصار، ثم قطعها فوجد أمة من الحيات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة ثم أفضى إلى البحر المدير بالأرض فقالوا، إنا نشهد أن أمره كان هكذا، وإن الثابت من قصة ذي القرنين، هو ما قصه الله تعالى مجملا في سورة الكهف وأما قصة دخوله في تلك الظلمة وشربه من ماء الحياة، فنقول إن هذا لم يثبت ولم يكن عليه دليل واضح فلأجل ذلك نتوقف فيه ونقول الله أعلم بحقيقة الحال، وقد عرف بأن الحياة الدنيا ليست بدار قرار وأنه ليس أحد يبقى فيها ولا يأتي عليه الموت، والحكايات التي يذكرونها أنها أن هناك من هو حي كالخضر وإلياس وذو القرنين وأنهم باقون لا يموتون كل هذه حكايات لا أصل لها بل الواقع يكذبها، فمن ادعى أن هناك نهر يسمى نهر الحياة.

وأن من شرب منه فإنه يحيا ولا يموت فإن هذا غير صحيح فهذه القصة التي فيها أنها ذا القرنين سأل هؤلاء الملائكة وأخبروه بهذه العين وأخبروه بهذه الظلمة، وأنه سار ومن معه حتى وصلوا إلى هذه الظلمة التي لا يدخلها أحد وأنه عزم على دخولها، إلى آخر ما ذكر في هذه القصة نرى أنها إسرائيليات لا تصدق ولا تكذب، ولكن الدلائل على أنها غير صحيحة ظاهرة لمن تأملها والقصص التي يذكرونها أن إلياس حي وأنه اتصل به فلان ورآه فلان هذه أيضا ليست صحيحة، والقصص التي يذكرون فيها حياة الخضر وأنه نبي وأنه حي ما مات وأنه باق وأنه لقيه فلان ولقيه فلان وكلمه وقال: أنت الخضر هذه أيضا لا حقيقة لها، قد أثبت العلماء أنه لا يبقى أحد معمر بل الله تعالى هو الحي الذي لا يموت.

قال الله تعالى فى كتابه الكريم “كل نفس ذائقة الموت” وقال تعالى “ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها” وقد استدل البخاري رحمه الله، على موت الخضر وغيره بالحديث الذي في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم، قال في آخر حياته ” أرأيتم مائة سنة بعد هذا فإنه لا يبقى على وجه الأرض نفس منفوسة إلا ماتت ” وهو صلى الله عليه وسلم يريد بذلك انقضاء قرنه، يعني أنه في ذلك القرن يموت من كان على وجه الأرض الآن وليس المراد موت الخلق كلهم يريد أن الموجودين على وجه الأرض في تلك الساعة لا يأتي عليهم مائة سنة إلا وقد انقضوا وولد غيرهم وعاش من بعدهم، هكذا جاء هذا الحديث مفيدا أنه لم يكن أحد باقي إلا الله تعالى، وقد قال الله تعالى “كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”

وقد حدد الله تعالى الآجال العادة والمتبع أنه يقل أن يتجاوز الإنسان التسعين من السنين ومن جاوز التسعين أو جاوز المائة فإنه نادر والأغلب موتهم في السن المبكرة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجاوز ذلك ” ولكن قد يكون في الأمم السابقة من يمد في عمره كما حكى الله تعالى عن نبى الله نوح عليه السلام.