الدكرورى يكتب عن الملك العادل ذو القرنين “جزء 13”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الملك العادل ذو القرنين “جزء 13″
ونكمل الجزء الثالث عشر مع الملك العادل ذو القرنين، قال أنا ذو القرنين فمن أنت؟ قال أنا صاحب الصور، قال فما بالي أراك واضع يدك على فيك رافع وجهك إلى السماء؟ قال، إن الساعة قد اقتربت فأنا انتظر من ربي أن يأمرني أن أنفخ، ثم أخذ صاحب الصور شيئا من بين يديه كأنه حجر فقال خذ هذا يا ذا القرنين فإن شبع هذا الحجر شبعت وإن جاع جعت فأخذ ذو القرنين الحجر ثم رجع إلى أصحابه فحدثهم بالطير وما قال له، وما رد عليه، فجمع ذو القرنين أهل عسكره فقال أخبروني عن هذا الحجر ما أمره فأخذ العلماء كفتي الميزان فوضعوا الحجر في إحدى الكفتين ثم أخذوا حجرا مثله فوضعوه في الكفة الأخرى فإذا الحجر الذي جاء به ذو القرنين.
مثل جميع ما وضع معه حتى وضعوا معه ألف حجر، قال العلماء أيها الملك انقطع علمنا دون ذلك أسحر هذا أم علم ما ندري هذا؟ قال، والخضر ينظر ما يصنعون وهو ساكت فقال ذو القرنين للخضر هل عندك من هذا علم؟ قال نعم، فأخذ الميزان بيده ثم أخذ الحجر الذي جاء به ذو القرنين فوضعه في إحدى الكفتين ثم أخذ حجرا من تلك الأحجار مثله، فوضعه في الكفة الأخرى ثم أخذ كفا من تراب فوضعه مع الحجر الذي جاء به ذو القرنين ثم رفع الميزان فاستوى قال، فخر العلماء سجدا وقالوا سبحان الله إن هذا العلم ما نبلغه، فقال ذو القرنين للخضر فأخبرني ما هذا؟ قال الخضر أيها الملك إن سلطان الله قاهر لخلقه وأمره نافذ فيهم وإن الله تعالى ابتلى خلقه بعضهم ببعض.
فابتلى العالم بالعالم وابتلى الجاهل بالجاهل وابتلى الجاهل بالعالم وابتلى العالم بالجاهل، وأنه ابتلاني بك وابتلاك بي قال ذو القرنين حسبك قد قلت فأخبرني، قال أيها الملك هذا مثل ضربه لك صاحب الصور أن الله عز وجل، سبب لك البلاد وأعطاك منها ما لم يعط أحدا وأوطأك منها ما لم يوطئ أحدا منها فلم تشبع فأبت نفسك إلا شرها حتى بلغت من سلطان الله عز وجل، ما لم يبلغه أحد وما لم يطلبه إنس ولا جان، فهذا مثل ضربه لك صاحب الصور، فإن ابن آدم لا يشبع أبدا دون أن يحثى عليه التراب، قال، فهنا يا ذا القرنين ثم قال، صدقت يا خضر في ضرب هذا المثل لا جرم لا أطلب أثرا في البلاد وبعد مسيري هذا حتى أموت ثم ارتحل ذو القرنين راجعا حتى إذا كان في وسط الظلمات.
وطئ الوادي الذي كان فيه زبرجد فقال الذين معه، أيها الملك ما هذا الذي تحتك وسمعوا خشخشة تحتهم، قال ذو القرنين خذوا فإنه من أخذ ندم ومن ترك ندم فأخذ منه الرجل الشيء بعد الشيء وترك عامتهم لم يأخذوا منه لم يأخذوا شيئا فلما خرجوا فإذا هو زبرجد فندم الآخذ والتارك ثم رجع ذو القرنين إلى دومة الجندل وكان بمنزله بها فأقام بها حتى مات، وقال أبو جعفر إن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قال ” رحم الله أخي ذا القرنين لو ظفر بالزبرجد في مبدئه ما ترك منه شيئا حتى يخرجه إلى الناس لأنه كان راغبا في الدنيا، ولكنه ظفر به وهو زاهد في الدنيا لا حاجة له فيه، وعن سعد بن مسعود عن شيخين من شيوخ تجيب قالا، كنا بالإسكندرية فقلنا لو انطلقنا إلى عقبة بن عامر.
فتحدثنا عنده فانطلقنا فوجدناه جالسا في ظل داره فأخبرنا الخبر فقال، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي ثم قال، اذهب فمن وجدت بالباب من أصحابي فأدخلهم فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم، قال لهم إن شئتم لأخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه قبل أن تكلموني وإن شئتم تكلمتم فأخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه قالوا، بل أخبرنا، قال صلى الله عليه وسلم، جئتم تسألوني عن ذي القرنين، فسوف أخبركم كما تجدونه مكتوبا في كتبكم إن أول أمره كان غلاما من الروم أعطي ملكا فسار حتى أتى أرض مصر فابتنى عندها مدينة يقال لها الإسكندرية فلما فرغ من بنائها أتاه ملك فعرج به، فقال، انظر ما تحتك فقال، أرى مدينتي وأرى معهما مدائن.