العباس بن عبد المطلب بن هاشم ” جزء 11″ 

الدكرورى يكتب عن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ” جزء 11″ 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

العباس بن عبد المطلب بن هاشم ” جزء 11″

ونكمل الجزء الحادى عشر مع العباس بن عبد المطلب بن هاشم، وقد بعث بنو هاشم مؤذنين يخبرون الناس بوفاته إلى أهل المدينة المنورة كافة، رحم الله من شهد العباس بن عبد المطلب، فأتى حشد عظيم من الناس لجنازته، وازدحموا عليه ليحملوه وليدفنوه، فاضطر الخليفة عثمان بن عفان أن يأتي بالشرطة ليفرق الناس عنه، وحضر غسله عثمان بن عفان، وغسله علي بن أبي طالب، وعبد الله ابنه وأخواه قثم، وعبيد الله، فصلى عليه الخليفة عثمان بن عفان ودُفن في بقيع الغرقد، وعن أبي سفيان بن الحارث عن أبيه قال، كان العباس أعظم الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة يعترفون للعباس بفضله ويشاورونه ويأخذون رأيه وقال له عمر بن الخطاب.

ذات مرة في حديث طويل ” فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من إسلام الخطاب لو أسلم، وهو يقصد أنه إسلام العباس أحب اليه من إسلام والده، وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها “ما رأيت رسول الله يجل أحدا ما يجل العباس، أو يكرم العباس” ويلقب العباس بن عبد المطلب في علم الأنساب بلقب سيد الأعمام لكونه عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ” إن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مغضبا وأنا عنده، فقال صلى الله عليه وسلم، ما أغضبك، قال يا رسول الله.

ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك قال، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى احمر وجهه ثم قال ” والذى نفسى بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله، ثم قال صلى الله عليه وسلم، يا أيها الناس من آذى عمى فقد آذانى، فإنما عم الرجل صنو أبيه ” ويعتبر هذا التوسل من التوسل المشروع في الإسلام لأنهم توسلوا بدعائه ولم يتوسلوا بجاهه ويعتبر هذا هو المحرم في الدين الإسلامي، وعن الكلبي أنه قال في وصفه بأنه كان شريفا، مهيبا، عاقلا، جميلا، أبيض، له ضفيرتان، معتدل القامة، وأعقب الذهبي في وصفه، بل كان من أطول الرجال، وأحسنهم صورة، وأبهاهم، وأجهرهم صوتا، مع الحلم الوافر، والسؤدد.

وقال في موضع آخر، وكان تام الشكل، جهوري الصوت جدا، ومما يذكر في جهورية صوته أنه كان عندما يحتاج غلمانه يقف على سلع ويسمعهم وهم في الغابة على بعد ثمانية أو تسعة أميال، وكان مما نقل الذهبي عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، أن عمر لما دنا من الشام تنحى ومعه غلامه، فعمد إلى مركب غلامه فركبه، وعليه فرو مقلوب، وحول غلامه على رحل نفسه، وإن العباس لبين يديه على فرس عتيق، وكان رجلا جميلا، فجعلت البطارقة يسلمون عليه، فيشير لست به، وإنه ذاك، ولقد كان للعباس عشرة أولاد ذكور حسب المشهور غير الإناث وتفرقت مواضع قبورهم قال الكلبي، ما رأينا ولد أم قط أبعد قبورا من بني العباس، وقال أبو عمر، لكل ولد العباس رؤية.

والصحبة للفضل وعبد الله، وكان من أولاده الذكور الفضل بن العباس، وأمه هى أم الفضل، لبابه الكبرى بنت الحارث، وهو أكبرهم وبه كان يُكنى أبوه العباس، وأمه كذلك، ومن أبنائه عبد الله بن العباس، وأمه هى أم الفضل، وهو البحر حبر الأمة الذي دعا له ابن عمه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقال “اللهم فقه في الدين” وكان من أبنائه هو عبيد الله بن العباس، وأمه هى السيدة أم الفضل، ويكنى أبا محمد وكان رجلا تاجرا، وابنه قثم بن العباس، وأمه هى أم الفضل، وكان قثم ورعا فاضلا، ولا عقب له، ومن أبنائه هو عبد الرحمن بن العباس، وأمه هى أم الفضل، وقد قتل بإِفريقية شهيدا وقال ابن الكلبى، قتل بالشام، وابنه هو معبد بن العباس، وأمه هى أم الفضل.