حياة الخضر عليه السلام ” جزء 24″

الدكرورى يكتب عن حياة الخضر عليه السلام ” جزء 24″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

حياة الخضر عليه السلام ” جزء 24″

ونكمل الجزء الرابع والعشرون مع حياة الخضر عليه السلام، لابد أن تكون الشخصية المسلمة معروفة بين الناس، ولابد أن يكون الإنسان المسلم متميز بأخلاقه وعقيدته وعلمه أمام الناس، حتى يعرف صاحب الخير فيؤتى ويسأل ويقتدى به ويتعلم منه، فهذا الخضر عليه السلام لما هو كان ماشي على ساحل البحر طلب من المساكين أصحاب السفينة أن يحملوه فقال في الرواية فعرفوه فقالوا عبد الله الرجل الصالح عرفوه يعني كان معروف بين الناس، ما كان مندسا ولا تحت الأرض في سرداب ولا قابع في زوايا الخفاء والاحتجاب عن الناس، كان ظاهرا أمام الناس بعلمه وعقيدته وأخلاقه فكان قدوة معروف، قالوا هذا الخضر عبد الله الصالح عرفوه يعني كان معروف.

فيجب كذلك على الدعاة إلى الله أن يكونوا شامة بين الناس كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، ومن الفوائد كذلك أن التابع لابد أن يبين استعداده لتحمل المشاق، لما قال يوشع بن نون قال لموسى قال ما كلفت كثيرا، يعني قال ما هذا الأمر الذي كلفتني ليس بكثير وأنا إن شاء الله سأصبر، ما قال لموسى أنت تريدنى أن أراقب طول اليوم الحوت وما أنام ولا أستريح، لا لم يقول ذلك، فلابد كذلك عدم إظهار التثاقل من التكليف، والتكليف مثل موسى كلف يوشع قال له حيث فقدت الحوت أخبرني، فيوشع من فقهه في التربية وأنه الآن يتعلم وقد ذهب مع موسى في هذه الرحلة ليرى ويقتبس منه ويقتدي به قال ما كلفت كثيرا هذا شيء بسيط إن شاء الله وسهل.

كذلك مما ذكره ابن حجر رحمه الله جواز قول العالم للناس اسألوني كما قال ابن عباس للناس اسألوني قال وهذا محل فيما إذا أمن العجب، يعني أمن من أن الناس والله لأن بعض الناس قد يقول سلوني من باب التكبر اسألوني يلا أي شيء أنا مستعد بس منتظر الأسئلة، فهذا إذا أمن من العجب ودعت إليه الضرورة مثل خشية نسيان العلم أو مثلا أحيانا الشيخ يكون مهاب فالناس أمامه يكونون من هيبته لا يستطيعون يعني يتحرجون من السؤال، فهو إذا رأى هذا فيهم يقول اسألوني إزالة لهذا الحرج الذي يمنعهم من السؤال، كذلك نبى الله موسى عليه السلام، كما ورد في الرواية يقول النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون.

ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال ابن حجر رحمه الله فإذا يستحب للواعظ إذا أثرت موعظته في السامعين فخشعوا وبكوا ينبغي أن يخفف حتى لا يملوا، وأيضا تواضع نبى الله موسى عليه السلام لما رآهم تأثروا مشى مباشرة ما جلس ينتظر، فلما أدى الغرض، وحصل المطلوب وخشع الناس وسالت العيون ورقت القلوب مشى، أدى اللي عليه ومشى، لا ينتظر من الناس إحسانا ولا شكورا، كذلك دفع أشد الضررين بارتكاب أخفهما، فقلع ألواح من ألواح السفينة ضرر لكن أن يأخذ الملك هذا الظالم يأخذ السفينة غصبا ضرر آخر أكبر، فالخضر عليه السلام قلع اللوح مع أنه ضرر درءا للضرر الذي هو أكبر منه وهو أن يستولي هذا الغاصب على السفينة.

وإن الله يعين من يذهب في سبيله، فإذا ذهب الإنسان في سبيل الله لغزو أو حج أو عمرة أو رحلة في طلب العلم الله عز وجل يعينه، فلما ذهب نبى الله موسى لميقات ربه ما نقل أنه أصابه النصب والإعياء والتعب، لكن لما خرج موسى من أرضه إلى مدين فارا بنفسه هاه يعني لقصد أن ينجو بشخصه بنفسه لقي نصبا وجوعا إلى آخره، فالله عز وجل يعطي البركة ويطرح البركة في طالب العلم والرجل الذي يذهب في سبيل الله فقد لا يتعب مما يتعب منه غيره وقد لا يجوع ويظمأ مما يجوع ويظمأ منه غيره، كذلك اختيار الرفقة في السفر مثلما اختار موسى عليه السلام يوشع بن نون وأيضا اختيار الرفقة الصالحة التي تعين وتذكر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.