النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 5” 

الدكرورى يكتب عن النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 5” 

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 5”

ونكمل الجزء الخامس مع النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب، وتعتمد تقريبا على كل كتاب من كتب العهد القديم ما عدا سفر دانيال، مما دفع العلماء للاستنتاج أن الكاتب لم يكن على علم بالسفر، دانيال، مع ذلك، يتم الاستشهاد به في قسم من نبوءات سيبيل، والتي عادة ما يتم تحديد تاريخها إلى منتصف القرن الثانى قبل الميلاد، وكان معروفا في قمران في نفس الوقت، مما يدل على أن السفر كان معروفا، بداية من منتصف هذا القرن، ويمكن تقسيم السفر الي جزئين الأول تاريخي وهو الإصحاح الأول الي السادس، والثاني نبوي وهو الإصحاح السابع الي الثاني عشر، ولكن نجد أن الإصحاح الثاني يدخل في القسم النبوي متفقا مع الإصحاح السابع، وهناك رأى بأن الأصحاحين الثاني والسابع.

يعطوا فكرة عن القوى العالمية، والإصحاحين الثالث والسادس يعطوا فكرة عن مقاومة هذه القوى العالمية لشعب الله، والإصحاح المحوري هو الإصحاح التاسع الذي يتنبأ عن ميعاد مجئ المسيح وصلبه، ثم يتنبأ عن الآلام التي سيعاني منها شعب الله في النهاية ومجيء ضد المسيح والقيامة من الأموات، ومما يتميز به هذا السفر أنه خليط من اللغتين العبرية والآرامية الغربية، وفيه أيضا أكثر من اثني عشر كلمة مشتقة من الفارسية، ينتسب دانيال إلى سبط يهوذا، وفقا للرواية التوراتية، والتوراة هى كلمه بالعبرية تعني الشريعة أو التعليم أو التوجيه وخصوصا فيما يتعلق بالتعليمات والتوجيهات القانونية، وترمز التوراة للأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس اليهودي التناخ.

وينقسم الكتاب المقدس اليهودي إلى ثلاثة أقسام، التوراة في قسمه الأول أنبياء، وهو القسم المتعلق بالأنبياء، والكتب بالعربية، وهو قسم الأدبيات اليهودية، وهى لا تتكون من نظام تشريعي متكامل أو منظم بل تتكون من خطوط فلسفية عريضة ذات علاقة بالدين اليهودي، فضلا عن احتواءها على كثير من القوانين والسنن الواضحة والمحددة والتي تحكم تصرفات البشر، وتتشابه هذه القوانين التوراتية بالقوانين والسنن من الشرق الأدنى القديم، ولا يختلف اليهود أن التوراة هي الكلمة الفصل عندما يتعلق الأمر بالديانة اليهودية أو كمرجع يرجع إليه اليهود في الأمور العقائدية، وينظر اليهود والمسيحيون إلى التوراة على أنها كلام الله وانه غير محرف على خلاف المسلمين الذين يؤمنون ان التوراة قد حرفت.

وان الله أملاه على نبيه موسى في طور سيناء، ويتفق المسلمون في إيمانهم مع اليهود على أن التوراة كتاب الله أنزله على نبي الله موسى عليه السلام، وفيها حكم الله وهدى ونور ورحمة كما توضح الآيات هذا في القرآن الكريم، ويقرر الإسلام أن التوراة اليوم طرأ عليها تغيير كبير فيه زيادة ونقصان وهو تحريف بشكل عام، وذلك مقارنة بالتوراة المنزلة من الله عز وجل، على نبي الله موسى عليه السلام، وأما عن النبى دانيال، فعندما كان دانيال شابا، اقتيد إلى السبي البابلي حيث تلقى تعليمه هناك، وأما عن الأسر البابلي أو النفي البابلي، فإن فكرة السبي البابلي لليهود قد ظلت مجالا للبحث والتمعن من قبل الباحثين اليهود وغيرهم حيث شكلت عقيدة الشتات جوهر الشخصية اليهودية عبر عصورها.

وبالنسبة لشتات اليهود الأول بدأ بعد انقسام المملكة الموحدة بزعامة نبى الله سليمان عليه السلام إلى مملكتين، إحداهما الشمالية وعاصمتها السامرة والأخرى الجنوبية وعاصمتها أورشليم، وتروى المصادر التاريخية وجود صراع سياسي وعسكري كبير بين الإمبراطورية الآشورية والمصرية على مناطق النفوذ والسيطرة وكان محور النزاع بلاد الشام وخاصة فلسطين، وفي تلك الأثناء ساند يهود المملكة الشمالية التي كانت اسمها مملكة إسرائيل الجانب المصري مما أثار حفيظة سنحاريب ملك آشور الذي صمم على إخضاع تلك المنطقة فقام بحملة على المملكة الشمالية فحطم هيكلها وشرد أهلها وأعمل القتل والسبي في أهلها، وأخذهم سبيا إلى آشور وانتهى بذلك ذكر المملكة الشمالية.