النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 6” 

الدكرورى يكتب عن النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 6” 

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب “جزء 6”

ونكمل الجزء السادس مع النبي الذى دفن فى عهد عمر بن الخطاب، وأخذهم سبيا إلى آشور وانتهى بذلك ذكر المملكة الشمالية، وبقيت المملكة الجنوبية يهوذا ردحا من الزمن وثم حاول الآشوريين اسقاط مملكة يهوذا أيضا بسبب عدم قبولهم دفع الجزية إلى ملك اشور ويقول الكتاب المقدس بعد ان شتم الملك سنحاريب اله مدينة أورشليم أرسل الله الملاك فقتل ثمانى مائه وخمسين الف من الجيش الاشوري فعادوا أدراجهم ولم يحاولوا إسقاط مملكة يهودية وبعد سقوط مملكة آشور تصارعت البابليون والمصريين لكن البابليين تمكنوا من هزيمة المصريين فتمكنوا من إخضاع تلك المنطقة بالكامل، فحاصر نبوخذ نصر مدينة أورشليم، ودمر هيكلها وسبى عددا كبيرا من اليهود.

ومع هذا السبي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في المنطقة وقد تمت العودة لليهود إلي أرض فلسطين مرة أخرى بعد سقوط الأمبراطورية البابلية الثانية على يد قورش الأكبر حاكم فارس في ذلك الوقت، والذي سمح لليهود بالعودة إلي أرض فلسطين مرة أخرى، ويعد بعض المؤرخين هذا بأنه وعد بلفور الأول وهو الأمر الذي استمد منه بلفور وعده لليهود، وبعد ضعف الآشوريين ذهب البابليون من ناحية والمصريون من ناحية أخرى يتنازعون على سيادة أورشليم، وفي هذا الوقت أخذ نبي الله إرميا ينصح بني إسرائيل بالتوبة والعودة إلى الحق، فلم يعبؤوا به، فأخبرهم أن الله سيسلط عليهم أعداءهم البابليون وحذرهم من مقاومتهم، لأنهم لن يستطيعوا رد عذاب الله.

فاتهمه بنو إسرائيل بأنه يمالئ البابليون، وبالفعل غزا البابليون الكلدانيين أورشليم واستطاعوا أن يستولوا عليها، فذاق أهلها الجوع والمرض، وقام ملك الكلداني نبوخذ نصر، بنهب المدينة ودك سورها ودمر الهيكل الذي بناه نبى الله سليمان عليه السلام، وسبى شعبها إلى بابل فيما يسمى بالسبي البابلي، فقتل منهم من قتل واستعبد من لم يقتل وهكذا سقطت مملكة يهوذا وأصبحت كلمة بابل هي العليا في أورشليم التي كان يسميها الآشوريين، أورو سالم، وأصبحت البلاد كلها مستعمرة بابلية تدفع الضرائب لبابل وتتكاتب معها هي اللغة الرسمية وجاء الغزو الفارسي، وقد قال الطبري وغيره أن إرميا بن حزقيا كان من أنبياء بني إسرائيل ومن سبط لاوي، في عهد صدقيا آخر ملوك بني يهوذا ببيت المقدس.

ولما توغل بنو إسرائيل في الكفر والعصيان أنذرهم بالهلاك على يد بختنصر، وكان فيما يقوله إرميا “أنهم يرجعون إلى بيت المقدس بعد سبعين سنة، يملك فيها بختنصر وابنه وابن ابنه ويهلكون، وإذا فرغت مملكة البابليين بعد السبعين يفتقدكم” وكان يخاطب بذلك بني إسرائيل في نص أخر له عند كمال سبعين لخراب المقدس، وكان أشعيا بن أمصيا من أنبيائهم أخبرهم بأنهم يرجعون إلى بيت المقدس على يد كورش من ملوك الفرس، الذي لم يكن موجودا في ذلك العهد، وأما عن النبى دانيال فقد أتي من السبى البابلى بأمر نبوخذ نصر إلى بابل مع ثلاثة فتيان من الأشراف، وأما عن نبوخذ نصر أو بختنصر أو بخترشاه، فهو أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل، وأكبر أبناء نبوبولاسر

ويعتبر نبوخذ نصر هو أحد أقوى الملوك الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين، حيث جعل من الإمبراطورية الكلدانية البابلية أقوى الإمبراطوريات في عهده، وكان ذلك بعد أن خاض عدة حروب ضد الآشوريين والمصريين، وكما أنه قام بإسقاط مدينة أورشليم وهى القدس، مرتين، إذ قام بسبي سكان أورشليم وأنهى حكم سلالة نبى الله داود عليه السلام، وكما ذكر أنه كان مسؤولا عن بناء عدة أعمال عمرانية في بابل مثل الجنائن المعلقة ومعبد إيتيمينانكي وبوابة عشتار، وأما عن الاسم الأكدي لنبوخذ نصر، هو نبو كودورو أوصور، ومعناه نابو حامي الحدود، ونابو هو إله التجارة عند البابليين وهو ابن الاله مردوخ، ولقد أطلق عليه الفرس اسم بختنصر ومعناه السعيد الحظ.