تصعيد دموي في غزة: 85 شهيدًا في قصف إسرائيلي واسع النطاق على مناطق متعددة بالقطاع
لقد شهد قطاع غزة، الخميس، استمرار للابادة الجماعية وتصاعد العمليات العسكرية، إذ ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 85، جرّاء سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق واسعة في جنوب ووسط وشمال القطاع، إضافة إلى مدينة غزة. واستهدفت الهجمات الجوية منازل مدنيين وخيام نازحين، ومراكز تأمين مساعدات إنسانية، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
في جنوب القطاع، وثّق استشهاد 20 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، إثر استهدافات جوية متفرقة طالت مناطق قيزان النجار، ومدينة أصداء، ومنطقة المواصي، والقرارة، وغيرها من التجمعات المدنية. من بين الشهداء أفراد من عائلة خريش، بينهم طفلان وامرأة، قضوا داخل خيمتهم التي استهدفتها طائرات الاحتلال. كما استُشهدت الطفلة رهف العايدي متأثرة بجراحها السابقة، إلى جانب عدد من الشهداء الذين تم انتشال جثامينهم من تحت الركام.
في وسط قطاع غزة، استشهد 33 فلسطينيًا، معظمهم إثر استهداف خيم تؤوي نازحين في دير البلح والنصيرات والمغازي. ومن أبرز المجازر، قصف استهدف “بركسًا” بالقرب من حاووز مياه في منطقة البركة، ما أدى إلى استشهاد 10 أفراد من عائلة أبو الحصين. كما استشهد الدكتور زكريا السنوار متأثرًا بجراح أُصيب بها جراء قصف سابق. واستهدفت الغارات شققًا سكنية ومنازل مدنية، ما رفع عدد الإصابات، وسبّب دمارًا واسعًا.
مدينة غزة شهدت كذلك سلسلة من الغارات الدامية، أسفرت عن استشهاد 13 شخصًا. القصف طال منازل في شارع أحمد ياسين، وشارع المخابرات، وحي التفاح، ومنطقة نقابة المهندسين، مستهدفًا عائلات كاملة، وأوقع ضحايا في أوساط المدنيين العزل.
في شمال القطاع، استشهد 19 مواطنًا، بينهم عائلات بأكملها، نتيجة قصف جوي استهدف منازل في مناطق الزرقا، ومفترق زمو، وشارع الجرن في جباليا. وذكرت مصادر طبية أن بعض الشهداء لا تزال جثثهم تحت الأنقاض، فيما يعاني الطواقم من صعوبة في عمليات الانتشال.
اللافت في التصعيد هو استهداف عناصر تأمين المساعدات في دير البلح، حيث استشهد 6 من العاملين ضمن فرق تأمين الإغاثة، في هجوم مباشر من الطيران الإسرائيلي، ما عُدّ جريمة ضد الجهود الإنسانية ومحاولة واضحة لتعطيل تدفق المساعدات إلى المستشفيات والمحتاجين.
وتتواصل الإدانات الدولية، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع الذي يواجه انهيارًا في الخدمات الطبية والغذائية جراء الاستهداف المتكرر للبنية التحتية والمرافق الإنسانية.
السلطات الصحية والفرق الميدانية ما زالت تواصل جهودها في انتشال الضحايا وتقديم الرعاية للمصابين رغم القصف المستمر، في حين تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية بكثافة، ما يُنذر بمزيد من الضحايا في الأيام القادمة.