5 هواجس تربك أوروبا بعد تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي
لقد بدأ يتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل في لحظة فارقة من التحولات الإقليمية، ما ينذر بانفجار قد تتجاوز تداعياته حدود الشرق الأوسط إلى الساحة الدولية.
بلغت ذروة التوتر بعد ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، ما أثار قلقًا أوروبيًا متزايدًا بشأن تداعيات النزاع على الأمن الإقليمي والدولي. وبينما تلوّح طهران بالرد، تجد أوروبا نفسها بين خيارين؛ الالتزام بحلفائها الغربيين، أو الدفع نحو تهدئة شاملة عبر الوسائل الدبلوماسية، وسط مخاوف من أن تتحوّل الحرب بالوكالة إلى تهديد مباشر لأمنها الداخلي.
5 هواجس تربك أوروبا بعد تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي
مهاجمة المصالح الأوروبية
وفق ما نشر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، جدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى التهدئة والعودة للمفاوضات، محذرًا من التبعات الإنسانية والنووية المحتملة للصراع. وطالبت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس بالتحلي بضبط النفس، فيما أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ضرورة حماية المدنيين والاحتكام للمسار الدبلوماسي.
في المقابل، أظهرت بعض الدول الأوروبية حذرًا مضاعفًا بسبب التزاماتها العسكرية في المنطقة. إذ عبّرت ألمانيا عن قلقها من تعرض قواعدها المشتركة مع واشنطن لهجمات إيرانية، بينما شددت فرنسا على ضرورة تخلي إيران عن البرنامج النووي. أما بريطانيا وإسبانيا، فدعتا طهران إلى التفاوض، فيما رأت إيطاليا أن الحل الوحيد يكمن في المساعي السياسية الجماعية.
الخلايا النائمة
مع تصاعد التوتر، حذّرت تقارير أمنية من احتمال لجوء إيران إلى تفعيل خلاياها النائمة داخل أوروبا. وترى الاستخبارات الفرنسية أن طهران قد تستخدم وكلاء محليين، بما في ذلك عناصر الجريمة المنظمة، لتنفيذ عمليات ضد أهداف يهودية أو سياسية.
وفي ألمانيا، خلُص تقرير رسمي إلى أن الأجهزة الإيرانية، بما فيها فيلق القدس، ما زالت نشطة على الأراضي الألمانية، وأن احتمالات تنفيذ عمليات اغتيال أو تخريب ضد مصالح أوروبية تبقى واردة. ورفعت فرنسا وبريطانيا حالة التأهب الأمني، تحسبًا لأي تصعيد محتمل.
الهجمات السيبرانية
تشير تقارير استخباراتية إلى تصاعد ملحوظ في الهجمات السيبرانية المرتبطة بإيران، مع ظهور أكثر من 60 مجموعة قرصنة منذ اندلاع النزاع. من أبرز هذه الجماعات هي APT35 وMuddyWater، والتي استهدفت صحفيين وسياسيين أوروبيين.
في عام 2025، كانت هانا نيومان ، عضوة البرلمان الأوروبي، هدفًا لمحاولة اختراق من قبل مجموعة APT42، ما أثار القلق حول قدرة طهران على اختراق المؤسسات الأوروبية. ويؤكد خبراء الأمن السيبراني أن بعض الهجمات استهدفت بالفعل البنى التحتية الحيوية ونشرت برمجيات خبيثة.
سيناريو اللجوء
بدأت أولى موجات النزوح الإيراني تتدفق نحو دول الجوار مثل أرمينيا وتركيا، مع تصاعد الضربات الإسرائيلية. وعلى الرغم من عدم تسجيل تدفقات كبيرة بعد، إلا أن تركيا عززت من رقابتها الحدودية وسط مخاوف من تفجر أزمة لاجئين جديدة.
يقدّر خبراء أن سيناريو الانهيار الإيراني قد يؤدي إلى لجوء أكثر من 23 مليون شخص، أي ما يعادل 4 أضعاف أزمة اللاجئين السوريين. وتُعد صربيا ثغرة استراتيجية قد تستخدمها طهران كنقطة عبور نحو الاتحاد الأوروبي، مما يثير قلق الدول الأوروبية من موجة نزوح قد تتجاوز قدراتها الاستيعابية.
تعزيز المنظومة الامنية
أعاد التصعيد الإيراني الإسرائيلي النقاش الأوروبي حول ضرورة الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة. ففي حين تقود واشنطن الضربات العسكرية، تجد أوروبا نفسها مطالبة بالتحرك الدبلوماسي وتحمّل تبعات أمنية داخل حدودها.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن على أوروبا تطوير أدوات ردع مستقلة، وتعزيز منظومتها الأمنية، بما في ذلك الأمن السيبراني والحدود الخارجية. فالمواجهة المفتوحة بين طهران وتل أبيب تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة أوروبا على حماية مصالحها بعيدًا عن الإملاءات الخارج.