#أخطرها الاحتلال الكامل.. 3 خيارات أمام إسرائيل في #غزة

#أخطرها الاحتلال الكامل.. 3 خيارات أمام إسرائيل في #غزة

في ظل التقدّم الكبير الذي أحرزه الجيش الإسرائيلي ضمن عملية مركبات جدعون في قطاع غزة، عُرض هذا الأسبوع ثلاثة سيناريوهات رئيسية للمرحلة التالية.

 

قدم رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، بدائل استراتيجية أمام القيادة السياسية، تمهيدًا لاتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل القطاع بعد اقتراب تحقيق أهداف العملية بنسبة تصل إلى 75%.

 

خيار السيطرة الكاملة

 

البديل الأول، الذي يُعد الأقل تفضيلًا لدى القيادة العسكرية والأمنية، هو احتلال قطاع غزة بالكامل وفرض حكم عسكري مباشر. ورغم أن هذا الخيار قد يحقق سيطرة شاملة، إلا أنه يواجه تحديات خطيرة على الصعيدين العسكري والإنساني. فبحسب مصادر أمنية، هذا السيناريو سيعرض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إلى مخاطر جسيمة.

 

كما أن هذا السيناريو يتطلب مجهودًا هائلًا من القوات البرية النظامية والاحتياط، وسيتسبب في استنزاف المخزونات العسكرية للجيش. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعامل مع أكثر من 1.5 مليون فلسطيني في تلك المناطق يشكل تحديًا لوجستيًا وإنسانيًا ضخمًا، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتزايد الضغوط الدولية. وفق ما نشرت صحيفة جيرواليم بوست الإسرائيلية الجمعة 4 يوليو 2025.

 

الاستنزاف والضربات المركزة

 

الخيار الثاني يتمثل في تطويق مدينة غزة والمخيمات المركزية، والانتقال إلى استراتيجية الاستنزاف والضربات الموضعية عبر الغارات الجوية والاقتحامات المحدودة. هذا النهج يحظى بقبول نسبي في الأوساط العسكرية، ويُنظر إليه كحل قابل للتطبيق دون الانزلاق إلى احتلال شامل.

 

تشير التقديرات الاستخباراتية إلى أن قادة حماس الميدانيين باتوا في حالة إنهاك شديد، ما يجعلهم أكثر عرضة للضربات المركزة. ويأمل الجيش أن تؤدي هذه الاستراتيجية إلى إنهاك العدو دون تحمل أعباء الاحتلال، مع الحفاظ على جاهزية القوات للتعامل مع الجبهات الأخرى مثل الشمال والضفة الغربية.

 

وقف إطلاق نار مشروط

 

الخيار الثالث والأكثر ارتباطًا بالمسار السياسي والدبلوماسي، هو التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى مقابل وقف إطلاق نار. هذا السيناريو من شأنه أن يوفر للجيش الإسرائيلي فرصة لإعادة الانتشار والاستعداد لمواجهة التحديات في باقي الساحات، خصوصًا مع تصاعد التوتر في الشمال والمخاوف من تحركات حزب الله وإيران.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن وقف إطلاق النار يمنح القوات البرية والجوية فترة راحة وإعادة تمركز بعد شهور من القتال المتواصل. إلا أن هذا الخيار يبقى مشروطًا برد حركة حماس على مقترحات تبادل الأسرى، ومدى قبول القيادة السياسية الإسرائيلية بأي تسوية محتملة.

 

حصيلة العملية حتى الآن

 

منذ انطلاق عملية مركبات جدعون ، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 1200 عنصر من حماس، بينهم قادة ميدانيون بارزون.

 

كما تم تصفية قائد سرية في وحدة نُخبة شارك في هجوم 7 أكتوبر. ومع ذلك، فإن الهجوم تسبب بانهيار سقف المبنى المستهدف، ما أدى إلى مقتل عائلة تعيش في الطابق السفلي، وهي مأساة أعادت تسليط الضوء على كلفة الغارات الجوية في المناطق السكنية.

 

الخيارات مفتوحة

 

وبينما تتجه الأنظار إلى موقف حماس من صفقة الأسرى، أو ما إذا كانت الحكومة ستوافق على وقف إطلاق نار، تظل البدائل الثلاثة مطروحة، مع ترجيح ألا يتم اللجوء إلى خيار الاحتلال الكامل إلا في حال فشل باقي المسارات.

 

في نهاية المطاف، سيكون القرار في يد القيادة السياسية، التي تواجه موازنة صعبة بين الأهداف الأمنية، والكلفة العسكرية، والتداعيات الدولية.