صدمة وانهيار… قصة محمد سيد الذي أنهت الفيديوهات الخادشة حياته..
#تقرير_صفاء_الليثي
صدمة وانهيار… قصة محمد سيد الذي أنهت الفيديوهات الخادشة حياته..
الشهداء، المنوفية – في قرية سلامون قبلي الهادئة، تحولت فرحة العودة إلى كابوس أليم، بعد أن فارق الشاب محمد سيد الحياة بشكل مفاجئ، تاركاً خلفه عائلة محطمة وقلوباً ممزقة. لم تكن وفاته نتيجة حادث عادي، بل كانت نتيجة مباشرة لسلسلة من الانتهاكات التي تعرض لها، والتي دفعته إلى اتخاذ قرار مأساوي بإنهاء حياته.
آخر لحظات الأمل
محمد، الذي يعمل “تباعًا” على سيارة نقل، كان في طريقه لإنهاء إجازته بعد أسبوع من العمل الشاق. قبل وصوله، اتصل بشقيقته ليخبرها أنه سيعود خلال ربع ساعة، وطلب منها أن تُعدّ العشاء، وأن تُبقي الأطفال مستيقظين لأنه أحضر لهم هدايا. كانت هذه المكالمة هي آخر ما سمعته العائلة منه قبل أن ينقطع الاتصال فجأة.
بعدها، عاد محمد في الصباح التالي في حالة سيئة، وعلى وجهه آثار الضرب. وعندما سألته شقيقته عن ما حدث، أجابها باقتضاب: “مفيش حاجة، كنت مع أصحابي”، ثم دخل إلى غرفته لينام، محاولاً إخفاء ما مر به.
لحظة الحقيقة المرة
لم يكن أحد من أفراد العائلة على دراية بحقيقة ما حدث، حتى استيقظ محمد مفزوعاً وهرع إلى الخارج، ثم جاءهم خبر صادم بأنه تناول “قرص غلّة” سامًا. سارعوا به إلى المستشفى، حيث سأله الطبيب عن سبب ما فعله، وهل تعرض لأي مشاكل عائلية. هنا، انهار محمد وكشف عن الحقيقة المروعة: “أربعة شباب من البلد كتّفوني واغـتصبـوني وصوروني… أخذت الحبة عشان ما حدش يكسر عيني”.
كشفت العائلة لاحقاً أن ما حدث بدأ عندما أحضر الجناة فتاة لمحمد، ولكنه رفض الموقف وطلب منها المغادرة. عندها، قام الشباب بتكبيل يديه وقدميه تحت تهديد السلاح، وارتكبوا جريمتهم الشنيعة.
صرخات الانتقام من أجل العدالة
تتصاعد صرخات الألم والغضب من عائلة محمد التي تطالب بالعدالة. يقول والده: “لو كان قالي، كنت جبت له حقه تالت ومتلت”. وتضيف والدته بقلب مفعم بالحسرة: “كسروا نفسه، ابني مات وبقى في التربة، أنا عاوزاهم زيه كده، يتكسر عينهم وقلب أهلهم ينحرق زي حرقتي على ابني محمد”.
وأوضحت والدة محمد أن هناك عداوة سابقة بين عائلتهم وبين أحد الجناة، وأنهم كسروا يدها من قبل. “هم مستقصدينه، لازم يتحاسبوا وحقه يجي، مش ههدى ولا أرتاح إلا لما يتحاسبوا”.
في ظل هذه المأساة، تبقى قضية محمد سيد شاهداً على العنف، وتذكيرًا بضرورة مواجهة الجرائم الإلكترونية والاعتداءات الجسدية والنفسية التي قد تدفع ضحاياها إلى الهاوية. العائلة اليوم لا تريد شيئًا سوى القصاص العادل، لعل روح ابنهم تجد السلام في مثواها الأخير.