الخيانة لا وطن لها.. الاحتلال يتخلى عن عملائه بعد أن يستخدمهم

الخيانة لا وطن لها.. الاحتلال يتخلى عن عملائه بعد أن يستخدمهم

#تقرير_صفاء_الليثي

الخيانة لا وطن لها.. الاحتلال يتخلى عن عملائه بعد أن يستخدمهم

في لحظةٍ تختصر قسوة الخيانة ونهاية الطريق المظلم، شوهد اليوم ياسر أبو شباب وهو يُنزَل من فوق المدرعات والشاحنات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن حاول التمسك بها مع الجنود المغادرين، لكن دون جدوى.

أوامر عسكرية صارمة صدرت: “لا أحد يلتفت له.. لا أحد يردّ عليه”.

حتى مكالماته التي ألحّ في إجرائها رُفضت واحدة تلو الأخرى، والردّ كان واضحًا: “لم يفدوا الجيش بشيء”.

 

هكذا، وبكل برود، أُغلِق الباب في وجه من باع ضميره ذات يوم، ظنًّا منه أن خدمة الاحتلال ستحميه أو تفتح له باب النجاة.

لكن التاريخ لا يرحم، والوطن لا ينسى، ومن يختار طريق الخيانة يكتشف دائمًا أن العدو لا يمنح ولاءً ولا أمانًا.

 

كان ياسر أبو شباب واحدًا من أولئك الذين عملوا مع الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية، نقلوا معلومات، وشاركوا في ملاحقة المقاومين، معتقدين أن الخيانة طريقٌ للنفوذ أو المال أو البقاء.

واليوم، بعد أن انتهت مهمته، وجد نفسه وحيدًا على الطريق، مرفوضًا من الجميع:

الاحتلال لفظه، والمقاومة تبرأت منه، والشعب لا يرحم من طعن في الظهر.

 

تقول الحكاية، إن الخائن لا وطن له، وأن من يبيع شرفه لا يشتريه أحد.

وها هو المشهد يكتمل: مدرعة تمضي، وجندي سابق يقف على التراب الذي خانه، بلا جهةٍ، بلا غطاء، بلا كرامة.

 

لم يكن ياسر أول من استخدمه الاحتلال وتخلّى عنه، ولن يكون الأخير.

ففي سجل التاريخ عشرات القصص المشابهة، حيث يستعمل الاحتلال عملاءه كأدوات، ثم يرميهم حين تنتهي صلاحيتهم.

ومن يراقب النهاية اليوم، يدرك أن الخيانة مهما بدت طريقًا سهلاً في البداية، إلا أنها تنتهي دائمًا بالعزلة والمهانة والنسيان.

 

وفي الوقت الذي يواصل فيه المقاومون دفاعهم عن الأرض، يقف الخائنون في الظل، ينتظرون من لا يعود.

وهكذا تكتب الحقيقة بصوت الشعب: من خان وطنه.. خانته الدنيا كلها.