في إنجاز غير مسبوق.. زراعة كبد خنزير مُعدل وراثيًا لمريض حي

في إنجاز غير مسبوق.. زراعة كبد خنزير مُعدل وراثيًا لمريض حي

كشف  علماء صينيون عن خطوة عملاقة نحو حل أزمة نقص الأعضاء العالمية، بعد نجاحهم في إجراء عملية زراعة كبد خنزير مُعدَّل وراثيًا لدى مريض على قيد الحياة.

 

وتُعد هذه التجربة الأولى من نوعها عالميًا، وتأتي لتؤسس لمرحلة جديدة في مجال زراعة الأعضاء الحيوانية، حيث كان الفريق الطبي قد أجرى تجربة مماثلة في وقت سابق من العام على مريض ميت سريريًا، لكن التجربة الجديدة، التي شملت مريضًا حيًا يعاني من أمراض كبدية متقدمة، تُوسِّع آفاق هذا المجال إلى مستوى غير مسبوق، وذلك بحسب ما نشرته صحفية ديلي ميل البريطانية، الجمعة 10 أكتوبر 2025.

 

تفاصيل العملية والتعديل الوراثي

 

المريض رجل يبلغ من العمر 71 عامًا، كان يُعاني من سرطان الكبد وتليّف متأخر، ولم يكن مؤهلًا لأي خيارات علاجية تقليدية مثل زراعة كبد بشري أو إزالة جزئية للعضو.

 

أجرى الفريق الطبي عملية زراعة الكبد باستخدام عضو مأخوذ من خنزير من سلالة ديانان المصغر، والذي تم تعديله وراثيًا 10 مرات تحديدًا، كان الهدف الأساسي من هذه التعديلات الجينية المكثفة هو تقليل خطر الرفض المناعي، وهو العائق الأكبر أمام نجاح زراعة الأعضاء الحيوانية في جسم الإنسان.

 

شهد الشهر الأول بعد الجراحة نجاحًا أوليًا، إذ أظهر الكبد المزروع كفاءة في العمل، ولم تظهر عليه علامات رفض واضحة في بادئ الأمر.

 

المضاعفات

 

رغم النجاح الأولي، بدأت المضاعفات الخطيرة بالظهور لاحقًا، فقد تعرّض المريض لرد فعل مناعي أدّى إلى تلف في بطانة الأوعية الدموية. وفي اليوم الثامن والثلاثين بعد الجراحة، اضطر الأطباء لإزالة الكبد المزروع في محاولة لإنقاذ حياة المريض.

 

وبعد فترة، تعرض المريض لنوبات نزيف في الجهاز الهضمي، وتوفي في اليوم 171 بعد الجراحة، رغم الجهود الطبية المضنية التي شملت استخدام أدوية متقدمة وإجراءات لإزالة العوامل الضارة من الدم.

 

علّق الدكتور بيتشنغ صن، أحد معدي الدراسة، قائلًا: تثبت هذه التجربة أن كبد خنزير معدّل وراثيًا يمكن أن يعمل لدى الإنسان لفترة طويلة، إنها خطوة مهمة، لكنها تسلط الضوء أيضًا على التحديات المتبقية، خاصةً مشاكل التخثر والمضاعفات المناعية التي يجب التغلب عليها في الأبحاث المستقبلية .

 

وفي تعليق آخر، أكدت الدكتورة بياتريس دومينغيز غيل، مديرة المنظمة الوطنية لزراعة الأعضاء في إسبانيا، أن هذه الخطوة تمثل تقدمًا، لكنها شددت على الحاجة لمزيد من الأبحاث لتطوير التعديلات الجينية وتحسين مثبطات المناعة، داعية إلى أن تُجرى مثل هذه العمليات حصرًا ضمن تجارب سريرية منظمة لتقييم سلامتها وفعاليتها بدقة.