#إيران وأوروبا على طريق العودة إلى الدبلوماسية

#إيران وأوروبا على طريق العودة إلى الدبلوماسية

حدث  خلال الأسابيع الأخيرة، عادت العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي إلى صدارة المشهدين السياسي والدبلوماسي، بعد سلسلة من التطورات الأمنية والسياسية المُعقدة.

#إيران وأوروبا على طريق العودة إلى الدبلوماسية

فعّل الاتحاد الأوروبي آلية الزناد (سناب باك) لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط أجواء مشحونة عقب الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وأثار هذا القرار موجة انتقادات واسعة، إذ رأت طهران فيه دليلًا جديدًا على ازدواجية المعايير الغربية، وعدم التزام أوروبا بمبادئ القانون الدولي والإنساني.

 

نهج أكثر واقعية حسب تقرير صحيفة آرمان ملي ، الأربعاء 5 نوفمبر 2025، فإنه رغم تصاعد التوتر، برزت مؤشرات تدل على رغبة متبادلة في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، إذ تؤكد بروكسل، رغم الخلافات الجوهرية بشأن الملف النووي والقضايا الإقليمية، ضرورة استمرار التواصل مع طهران. ويرى محللون أن الأزمات المتشابكة التي تواجه القارة الأوروبية، من أزمة الطاقة إلى الحرب في أوكرانيا وخطر تمدد الصراعات في الشرق الأوسط، دفعت الأوروبيين إلى تبني نهج أكثر واقعية يقوم على التفاعل مع إيران بدلًا من مواجهتها.

 

وفيما تؤكد طهران مرارًا أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت، تبنّى الاتحاد الأوروبي خطابًا أكثر تشددًا حيال امتلاك إيران لأي قدرات عسكرية نووية. فقد صرّح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أنور العنوني، بأن مفوضة السياسة الخارجية، كايا كالاس، تتابع بشكل مستمر الاتصالات مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إيران نفسها.

 

وأوضح العنوني أن موقف الاتحاد واضح لا لبس فيه، يجب ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، وعليها الالتزام الكامل بتعهداتها بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون تأخير ، وشدّد على أن الحل لا يمكن أن يكون إلا عبر التفاوض والدبلوماسية، وأن الاتحاد سيواصل جهوده للتوصل إلى اتفاق منسجم مع قرارات مجلس الأمن الدولي .

 

إشارة إيجابية من طهران من جانبها، أبدت طهران استعدادًا للتجاوب مع الجهود الدبلوماسية، حيث رحّب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تدوينة على منصة إكس، الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، بتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووزير خارجية عُمان.

 

وقال عراقجي إنّ الأكاذيب التي روّجت لتبرير قصف إيران بزعم خطر نووي وشيك قد سقطت بالكامل ، مشيرًا إلى أن المدير العام للوكالة أكد صراحة أن إيران لا تطوّر سلاحًا نوويًا ولم تفعل ذلك قط.

 

كما أشاد بدور وزير الخارجية العُماني البوسعَيْدي بوصفه وسيطًا موثوقًا بين طهران وواشنطن، وأضاف أن من دمّر الدبلوماسية ليس إيران، بل الذين فجّروا طاولة المفاوضات، في إشارة إلى إسرائيل . وختم قائلًا: ما زال هناك متسع لتصحيح المسار .

 

تحسّن في العلاقات مع أوروبا وفي مؤشر آخر على هذا التوجّه، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، عن خطوات ملموسة لتحسين العلاقات مع دول أوروبية، من بينها النمسا وألمانيا، وقال في مؤتمر صحفي، الاثنين 3 نوفمبر، إنّ السفير النمساوي استقرّ في سفارة بلاده بطهران، وبدأت التحضيرات لإعادة تفعيل أقسامها القنصلية وخدمات التأشيرات .

 

وأضاف أن طهران حصلت على الموافقات اللازمة لإعادة افتتاح قنصليتها في مدينة بون الألمانية، مشيرًا إلى أن المحادثات ما زالت جارية مع الجانب الألماني لإعادة تفعيل بقية القنصليات .

 

ويُجمع المراقبون على أن هذه الخطوات، وإن كانت محدودة، تعكس رغبة مشتركة بين إيران وأوروبا في خفض التوتر والعودة إلى مسار الحوار، بعد سنوات من الجمود والتصعيد، ويرى البعض أن هذا التحول يشير إلى مرحلة جديدة من الواقعية السياسية في العلاقات بين الجانبين، تقوم على المصالح المشتركة، والحاجة إلى استقرار إقليمي، وتجنّب انزلاق المنطقة إلى أزمات أعمق.

 

خطوة أخرى نحو فرنسا وفي خطوة أخرى لتحسين العلاقات مع أوروبا، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي: لطالما رحبت إيران بالحوار والتفاعل، لكن اليوم، على الطرف الآخر احترام حقوق إيران كإجراء لبناء الثقة، وعدم السعي لفرض تجاوزاته؛ ليست إيران هي من يجب أن تثبت صدقها وتبني الثقة، بل أمريكا وأوروبا هما من يجب أن تثبتا صدقهما وتكتسبا ثقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية .

 

وحسب تقرير إيران أونلاين ، شكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء 5 نوفمبر 2025، نظيره الإيراني على اتخاذه خطوات عملية لإزالة بعض العقبات، وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماعات السابقة.

 

ويأتي هذا الاتصال في ظل خطوة إيجابية من جانب طهران بالإفراج عن سجناء فرنسيين تم اعتقالهم في إيران بتهمة التجسس.