عاجل:اتصال أمريكي مالي يثير تساؤلات وسط تصاعد حصار باماكو
حدث في ظل تصاعد التوتر الأمني في مالي واقتراب مقاتلي تنظيم القاعدة من العاصمة باماكو، أجرى نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو اتصالًا هاتفيًا مع وزير الخارجية المالي عبدولاي ديوب، لمناقشة إمكانات التعاون الأمني بين واشنطن وباماكو خلال المرحلة المقبلة، في خطوة وصفتها أوساط دبلوماسية بأنها مفاجئة وقد تمهد لتحول في الموقف الأمريكي تجاه المجلس العسكري الحاكم في مالي.
جاء الاتصال في وقت يفرض فيه التنظيم المتطرف حصارًا خانقًا على العاصمة منذ مطلع سبتمبر الماضي، أدى إلى أزمة وقود خانقة وتدهور حاد في الوضع الإنساني والأمني، وفق وكالة رويترز الخميس 6 نوفمبر 2025.
إشادة أمريكية بقوات مالي في تغريدة نشرها على منصة إكس، قال لانداو إن الولايات المتحدة تشيد بالقوات المسلحة في مالي على قتالها ضد المسلحين المتطرفين ، مضيفًا أنه أجرى محادثة ممتازة مع ديوب حول طالمصالح الأمنية المشتركة وسبل تعزيز التعاون بين البلدين. وقد أعادت الخارجية الأمريكية نشر التغريدة مترجمة إلى الفرنسية، في إشارة رمزية لدعمها الجيش المالي.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس ، السبت 8 نوفمبر 2025، أن الاتصال يأتي بعد أيام من دعوة واشنطن رعاياها لمغادرة مالي، معتبرة الخطوة تحولًا علنيًا في الموقف الأمريكي، بعدما كانت العلاقات مجمدة منذ استقدام المجلس العسكري مقاتلين من مجموعة فاجنر الروسية وإنهاء الشراكة العسكرية مع الغرب عام 2021.
تحرك أمريكي لمنع سقوط باماكو بحسب الوكالة، فإن مصادر حكومية في باماكو رحبت ضمنيًا بالتوجه الأمريكي الجديد، معتبرة أنه قد يفتح الباب أمام دعم لوجستي أو استخباراتي للجيش المالي. وقال عضو المجلس الوطني الانتقالي موسى آغ أشاراتومان إن الخبرة الأميركية في مكافحة الإرهاب ستكون مكسبًا كبيرًا لبلادنا .
ويرى مراقبون أن واشنطن تتحرك لمنع سقوط أول عاصمة في غرب إفريقيا بيد التنظيمات المتشددة، وهي خطوة قد تخلط أوراق النفوذ الدولي في منطقة الساحل التي باتت مسرحًا للتنافس بين روسيا والولايات المتحدة.
انفتاح دبلوماسي بين باماكو وواشنطن في الوقت نفسه، عقد وزير الخارجية المالي لقاءً مع السلك الدبلوماسي في باماكو، أكد خلاله التزام حكومته بمكافحة الإرهاب وتأمين إمدادات الطاقة، مشيرًا إلى أن تغيير الجماعات الإرهابية أساليبها واستهدافها للأهداف الاقتصادية دليل على ضعفها وتراجع مشروعها .
ويشير مراقبون إلى أن هذا الانفتاح الدبلوماسي بين باماكو وواشنطن قد يكون بداية لإعادة صياغة التحالفات في الساحل، في لحظة فارقة تهدد فيها القاعدة بابتلاع قلب مالي.