الدكرورى يكتب عن أبرهة بن الصباح الحبشي ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
أبرهة بن الصباح الحبشي ” جزء 8″
ونكمل الجزء الثامن مع أبرهة بن الصباح الحبشي، وقد ذكر المسعودي أن الحملة الحبشية التي كانت تستهدف مكة المكرمة، كانت يوم الأحد السابع عشر من شهر محرم سنة ثمانى مائة واثنين وثمانين حسب تقويم الإسكندر، الموافق مائتان وستة عشر حسب التاريخ العربي الذي أوله حجة العدد وهى حجة الغدر، الموافق لسنة أربعين من مُلك كسرى أنوشيروان، ويسجل المؤرخون الإيرانيون أن كسرى الأول المعروف بكسرى أنوشيروان حكم ما بين خمسمائة وواحد وثلاثون إلى خمسمائة وتسعة وسبعون للميلاد بذلك تكون السنة الأربعون من حكمه توافق عام خمسائة وواحد وسبعون للميلاد، وبحسب ذلك وبحسب كثير من المستشرقين والمشتغلين بالتقاويم وبتحويل السنين.
فإن عام الفيل يصادف سنة خمسمائة وسبعون أو خمسمائة وواحد وسبعون للميلاد، ويسجل المؤرخون أن أبرهة الحبشي في حال لو تم له ما أراد، ونجحت حملته العسكرية بإخضاع مكة المكرمة وهدم الكعبة لتغيرت الخارطة السياسية في الجزيرة العربية برمتها، ولقد قيل أيضا من بعض المنكرين لهذه الواقعه إنه لا توجد أدلة على قيام أبرهة الحبشى بغزو الكعبة وفقا لما تم تناقله تاريخيا، مؤكدين أنه لا توجد أية أدلة أو وثائق تشير الى غزو أبرهة الحبشى للكعبة، وقيل أن أبرهة الحبشى غزا مكة، لا أصل له لأنه طبقا للنقوش التى تركها أبرهة الحبشى فى اليمن بما فى ذلك النقوش التى تركها على سد مأرب وبقايا سد مأرب، الحبشى كان رجلا مسيحيا.
وهو يكتب نقوشه بالخط المسند اليمنى على جدران وبقايا سد مأرب كتب بسم الرب المسيح أو بسم المسيح الرب” وقيل أنه كان أبرهه الحبشي رجلا مسيحيا ولم يكن وثنيا، الأمر الآخر، هو توفى عام خمسمائة وخمسة وثلاثون ميلادى وليس خمسمائة وسبعون كما يزعم المؤرخون القدماء وأنه غزا الكعبة فى هذا الوقت، فهناك خمسة وثلاثون سنة فرق، ولا توجد أى وثيقة أن أبرهة الحبشى خرج من اليمن وقصد الجزيرة العربية لأنه طوال السنوات التى كان يحكم بها اليمن كان مشغولا بقمع تمردات القبائل اليمنية التى احتجت عليه وبسبب علاقاته مع الأحباش، وقد أردف ابنه يكسوم الذى ورث الحكم منه هو الذى بنى الدولة الشهيرة المسيحية التى عُرفت بدولة أكسوم أو يكسوم.
وهى اندماج جنوب اليمن مع الحبشة فى دولة مسيحية جديدة عرفت بدولة يكسوم، فلا توجد أى دلائل لا بالنقوش ولا وثائق تاريخية ولا أخبار تاريخية موثقة أنه غزا الجزيرة العربية، ثم أخيرا كان للمنكرين رأى بأنهم قالوا هل من المنطقى أن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يرسل الحجارة ليقتل جيش مسيحى وينتصر للوثنيين؟ وهل يمكن لعاقل أن يقبل أن الله تعالى وقف مع الوثنيين ضد المسيحيين؟” وإنه لا تتفق الكتب المقدسة وكتب التاريخ والمعالم الأثرية طوال الوقت، فقد تختلف الأمور قليلا أو كثيرا، وقيل أنه عندما جاء أبرهة الحبشي بجيشه الذي يضم عددا كبيرا من الفيلة التي يمتلكها إلى مكة المكرمة من أجل هدم الكعبة المشرفة، لكن الله تعالى أرسل عليهم طيورا أبابيل من عنده.
صارت ترميهم بحجارة من سجيل حتى أهلكهم وقطع تدبيرهم ورد كيدهم مهزومين خاسرين، فحجارة السجيل هي حجارة من نار والعصف المأكول هو الطعام المأكول والمردود بعد أكله، وقال أهل السيرة أن الله سبحانه وتعالى أصاب أبرهة بداء في جسمه بحيث أصبح يتساقط منه إصبعا إصبع إلى أن وصل إلى قومه كأنه فرخ طير ثم مات وهو على هذه الحال، وقد كانت حادثة الفيل إثباتا لخلق الله جميعا بأن الله موجود وأنه هو من حمى بيته الحرام، فزاد هذا الأمر الكعبة تشريفا وعظمة، وقد سجل التاريخ هذه الحادثة لما كان فيها من المعجزات التي لم تكن موجودة في ذاك الزمان، وإن تلك الحادثة كانت بمثابة إعلان بفساد كل من في الأرض.