الدكرورى يكتب عن سام بن نبي الله نوح “جزء 3”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
سام بن نبي الله نوح “جزء 3″
ونكمل الجزء الثالث مع سام بن نبي الله نوح، وأما عن الساميون فهو مصطلح يصف أي مجموعة أثنية أو ثقافية أو عرقية تتحدث باللغات السامية، وهو اشتقوه من سام وهو واحد من أبناء نوح الثلاثة وفي علم الآثار، يُستخدم هذا المصطلح بشكل غير رسمي ليشير إلى نوع من الروابط التي جمعت الشعوب القديمة المتحدثة باللغات السامية، ويرى أحد الباحثين أن إطلاق تسمية اللغات العربية على اللغات السامية والأقوام العربية على الأقوام السامية، التي يعود أصلها إلى شبه الجزيرة العربية وأطرافها، وهو سيكون أقرب إلى الصواب، لكن اختصاص هذه الأقوام كل باسم معيّن سيجعل تسمية الساميّين بالعرب غير دقيقة تاريخيا، وإن أجمع المسلمون أن الطوفان عم جميع البلاد.
حيث قال ابن كثير في البداية والنهاية: أنه أجمع أهل الأديان الناقلون عن رسل الرحمن مع ما تواتر عند الناس في سائر الأزمان على وقوع الطوفان، وأنه عم جميع البلاد ولم يبق الله أحدا من كفرة العباد استجابة لدعوة نبيه المؤيد المعصوم وتنفيذا لما سبق في القدر المحتوم” وقد توجد روايات ولكن الأصح منها هو أن كل الناس اليوم من ذرية النبي نوح عليه السلام، فعن قتادة، في قوله تعالى “وجعلنا ذريته هم الباقين” فالناس كلهم من ذرية نوح، وعن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تعالى “وجعلنا ذريته هم الباقين” يقول لم يبق إلا ذرية نوح عليه السلام ومع هذا فالروايات التي تصنف الناس إلى ساميين وحاميين ويافثيين لم تصل درجة الصحة.
ولكن في الإسلام تقول السنة أن العرب هم ساميون وذلك جاء في حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم ” ولكن هذا حديث ضعيف عند بعض العلماء، ولذلك لا يعتبر دليلا في المسألة، وأما عن سام بن نوح عليه السلام، فكانت أمه هي واغلة أو نعمة بنت لامك بن متوشائيل بن مهويائيل بن عيراد بن خنوخ بن قابيل بن آدم أبي البشر، وهى امرأة نبى الله نوح عليه السلام ولم يثبت اسمها، ولكن قيل ان اسمها والهة وقيل واغلة وقيل نعمة، وفي القرآن الكريم، يشار إليها على أنها امرأة نوح، وقد قيل إنها كانت كافرة وماتت غرقا في الطوفان مع ابنها كنعان لأنه هو الأخر كان كافرا ولأنهما رفضا ركوب السفينة.
ولقد ضرب الله تعالى، بها مثلا مع امرأة لوط في سورة التحريم حيث قال تعالى “ضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة نوح وإمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين” ومعنى فخانتاهما فهنا الخيانة الزوجية مستحيلة هذه بإجماع العلماء، ولكن هذه خيانة دعوة، أي زوجها نبي كريم، معه دعوة من خالق السماوات والأرض، وأن الزوجة لم تؤمن بهذه الدعوة، فكانت خيانتها في الدين، وليس في الفاحشة، حيث كانت تسخر مع قومها الساخرين من نوح عليه السلام، فقال الله تعالى فى سورة الصافات “ونجيناهما وأهله من الكرب العظيم” ومعنى كلمة “من الكرب العظيم” فالمراد هو الغرق.
والكرب، هو المكروه الذي لا تستطيع دفعه عن نفسك، ولا يدفعه عنك مَن حولك حين تستغيث بهم، فإن كان لك فيه حيلة للنجاة فلا يُسمَى كَربا، ووصف الكرب هنا بأنه عظيم، لأنه جاء بحيث لا يملك أحد دفعه، فالماء ينهمر من السماء، وتتفجر به الأرض، ويغطي قمم الجبال، فأين المفر إذن؟ وقوله تعالى فى سورة الصافات “ثم أغرقنا الأخرين” وهو يعنى الكافرين، وكلمة الأخرين، هى إهمال لهم، واحتقار لشأنهم، ويقترن ذكر نبي الله نوح عليه السلام، بذكر الطوفان الذي حصل في ذلك الوقت، وهلك على أثره كل من لم يؤمن بنبى الله نوح عليه السلام، ومن بين من هلك ابنه الذي يروي القرآن الكريم قصته وكيف قد غرق رغم التجائه إلى جبل مرتفع.