الحكيم لقمان بن ياعور “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن الحكيم لقمان بن ياعور “جزء 1”

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

الحكيم لقمان بن ياعور “جزء 1”

لقمان بن ياعور، وهو رجل حكيم، وقد ذكر في القرآن الكريم، في سورة سميت باسمه، وهي سورة لقمان، وترتيبها في القرآن هى السورة واحد وثلاثون، وعدد آياتها أربعة وثلاثون آية، وتشير الروايات إلى أن اسمه هو لقمان بن ياعور، وقيل أنه هو ابن اخت نبى الله أيوب عليه السلام، أو ابن خالته، وهو من أسوان بمصر, وقد قال فيه خالد ابن الربيع أنه كان نجارا، وقيل أنه كان خياطا، وقيل أنه كان راعيا، وقد عاصر نبى الله داود عليه السلام, وقد أخذ منه العلم وقد أعطاه الله تعالى، الحكمة، وقد ذكر المسعودي أن لقمان بن ياعور، قد ولد على عشر سنين من ملك داود عليه السلام ولم يزل باقيا في الأرض، مظهرا للحكمة والزهد إلى أيام نبى الله يونس بن متى عليه السلام.

وأنه ليس في القرآن الكريم أية إشارة تمكن من تحديد عصره، وقد عاش لقمان بن ياعور في زمن نبي الله داود علية السلام، وتعلم منه، وقد وصفة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه كثير التفكر، ويحب الله تعالى، ويحسن الظن به، فوهبه الله الحكمة، ولقد ولد لقمان بن ياعور، وعاش في بلاد النوبة فى صعيد مصر، وكانت وصايا لقمان، هي إحدى القصص القرآنية التي تتكلم عن حكمة لقمان، وتتمثل في الحكمة التي وهبها الله عز وجل للقمان الحكيم، وتعد لدى المسلمين من أروع الحكم والمواعظ، إذ كانت حكمته تأتي في مواضعها، وحسب كتب التفسير أن لقمان كان أهون مملوك على سيده، ولكن الله تعالى منّ عليه بالحكمة فغدا أفضلهم لديه.

والحكمه هو علم يبحث فيه حقائق الأشياء، على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية، فهي علم نظري غير آلي، والحكمة أيضا هي هيئة القوة العقلية العلمية المتوسطة بين الغريزة التي هي إفراط هذه القوة، والبلادة التي هي تفريطها، وتجيء على ثلاثة معان، الأول هو الإيجاد، والثاني هو العلم، والثالث هى الأفعال المثلثة، كالشمس والقمر وغيرهما، وقد فسر ابن عباس، الحكمة في القرآن، بتعلم الحلال والحرام، وقيل أن الحكمة في اللغة هى العلم مع العمل، وقيل الحكمة يستفاد منها ما هو الحق في نفس الأمر بحسب طاقة الإنسان، وقيل كل كلام وافق الحق فهو حكمة، وقيل أن الحكمة هي الكلام المقول المصون عن الحشو، وقيل هي وضع شيء في موضعه.

وقيل أنها هي ما له عاقبة محمودة، وأما عن أصل الحكمة في اللغة، فهى ما أحاط بحنكي الفرس، وقد سُميت بذلك، لأنها تمنعه من الجري الشديد، وتذلل الدابه لراكبها، حتى تمنعها من الجماح، ومنه اشتقاق الحكمة، لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل، وقيل فيما معنا وأحكم الأَمر، أي أتقنه فاستحكَم، ومنعه عن الفساد، أو منعه من الخروج عما يريد، وقال ابن القيِم رحمه الله، أن الحكمه هى فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، وقال النووي رحمه الله، أن الحكمه عبارة عن العلم المتصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله سبحانه وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس، وتحقيق الحق، والعمل به.

والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذلك، والحكيم هو شخص عاقل يرجح الأمور نحو الصواب بما امتلكه من خبرات، عبر تجاربه في الحياة، وقد شهد تاريخ الإنسانية العديد من الحكماء العرب وغير العرب، حيث تعتبر جزءا من التقاليد والعادات التي يجب أن يراعيها الإنسان أثناء تأدية أعماله اليومية بغض النظر عن الدين والعرق والقومية، حيث عرف بعضهم أن الحكمة عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي أي بما معناه وضع الأمور في نصابها، حيث هناك حكم اصلحت للتطبيق لمختلف العصور فكانت عميقة المعنى وبعض منها ما لا يصلح إلا زمن من الأزمنة فتكون سطحية المعنى وقد تأتي الحكمة في النثر والشعر.