الإنسان بين عام مضى وعام آت ” جزء 1″

الدكرورى يكتب الإنسان بين عام مضى وعام آت ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

الإنسان بين عام مضى وعام آت ” جزء 1″

ونحن نستقبل عام ميلادى جديد ونودع عاما قد مضى فيجب علينا أن نسأل أنفسنا أسئلة هامة ويجب على كل مسلم أن يراجع نفسه في أداء الفرائض، وكم قدر الاحتياطي عنده في السنن الماضية، فهن مكملات لنقص الفرائض، ومسددات للخلل، ورافعات للدرجات، ومكفرات للسيئات، وما نصيبك من ذكر الله؟ وكيف صلتك بكتاب الله؟ وكيف أنت والنفقات الواجبة والمستحبة؟ إن هذه وأمثالها مراجعات يحسن بالمرء أن يراجع نفسه ويسألها عنها على الدوام، وهي خليقة بالمحاسبة مع انصراف عام وبدء عام، وإذا أخرجت لنفسك ميزانية في آخر العام عرفت قدر المكاسب فيها والخسران، وإذا علمت ذلك سددت وقاربت قدر الإمكان، وتلك الميزانية والمحاسبة.

وربي، أولى من غيرها في موازين الدنيا ومحاسباتها، وإن الغفلة ثورت الهلكة، وما أعظم الحسرة حين يرد الناس يوم القيامة بحسنات كالجبال، ويرد المفرطون الغافلون بالخيبة والخسران، يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون، فإن نهاية عام وبدء عام مذكرة بسرعة الأيام وانقضاء الأعمار، فإذا كانت الساعة تشكل قدرا في أجل الإنسان فكيف مما يزيد على ثمانية آلاف وست مئة ساعة في السنة، والله سبحانه وتعالى يقول فى كتابة الكريم فى سورة الأعراف ” ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ” فبين عام مضى وعام يوافي عبر وعظات توقظ الضمير الغافي، وهل نسيت أنه قد حدث بالعام المنصرم علل وأسقام.

وفتن وهموم، وفقر وحروب، وأموات رحلت، ودماء أزهقت، وأطفال ونساء تأيمت، فإذا سلمك الله من هذا كله فاحمد الله واشكره، واعلم أن ما تخطاك لغيرك سيتخطى غيرك إليك، فكن مستعدا للقاء ربك، مغتنما شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، ومما يفيدك في المحاسبة بشكل عام، هو أن تنظر في أمور دينك إلى من فوقك فذلك أدعى لرفع همتك، وتنظر في أمور دنياك إلى من هو دونك حتى لا تزدري نعمة الله تعالى عليك، وإن نهاية العام هى فرصة للتأمل في المتغيرات.

التي تحصل في المجتمعات فما موقع المسلمين في خارطة العالم، وما نوع القوى التي تحظى بالنفوذ والسيطرة؟ إلى أين يسير الشباب؟ وماذا يراد للمرأة المسلمة؟ وماذا تصنع القنوات، وكم هي ضحايا الخمور والمخدرات؟ وكيف السبيل لتصحيح المسار، والوقاية خير من العلاج، وسوف يكون الحديث عن الصحابة البدريين الذين حضروا وشاهدوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة بدر الكبرى وحاربوا مع الملائكة ومع النبى صلى الله عليه وسلم، فكان من بينهم الصحابي الجليل خولى بن أبى خولى رضى الله عنه، وقد شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي خولي في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

وكان من بين هؤلاء الصحابه هو الصحابي رافع بن المعلى رضى الله عنه، وهو من بني حبيب من الخزرج، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين رافع وصفوان بن البيضاء، وشهد كلاهما بدرا، وكان من بينهم الصحابي ذو الشمالين وهو عمير بن عبد عمرو رضى الله عنه، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين عُمير وبين يزيد بن الحارث، وقد استشهد كلاهما في معركة بدر، وكان عمره وقت استشهاده ثلاثين عاما، وكان من بين هؤلاء الصحابي رافع بن يزيد رضى الله عنه، وقد شهد رافع بدرا، وقتل يوم أحد، شهيدا وكان من بين هؤلاء الرجال هو الصحابي ذكوان بن عبد قيس رضى الله عنه، وهو من الأنصار.