يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري “جزء 1″

لقد عبر القرآن الكريم عن المسارعة في الخيرات بالسباق، كأن الصالحين في تسابق كريم، وأيهم سيحوز هذا الفضل قبل الآخر، وكان الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، يسارعون إلى ربهم سبحانه وتعالى، بما يرضيه كما أمرهم الله رب العالمين، وقيل أنه كانت السيده عائشة رضي الله عنها، إذا آوت إلى فراشها تقول” هاتوا المجيد، فتؤتى بالمصحف فتأخذه في صدرها وتنام معه تتسلى بذلك، وهذا ما رواه سفيان عن السيده عائشة رضي الله عنها، وكان النبى الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، إذا أمطرت السماء خلع ثيابه وتجرد حتى يصيبه المطر ويقول “إنه حديث عهد بربي ” فهذا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وممن بعده من قبيل الشوق، ولذلك قال الله تبارك وتعالى اسمه.

فيما يروى عنه فى الحديث القدسى “طال شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم أشوق” ومعنا رجل من السابقين وهو يحيى بن أسعد بن زرارة، ويحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري، وهو مختلف في صحبته، وقد ذكره ابن أبي عاصم في الصحابة، وقد ذكره غيره في التابعين، وقد كان أبوه هو الصحابي أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي النجاري، وهو قديم الإسلام، وقد شهد العقبتين وكان نقيبا على قبيلته ولم يكن في النقباء أصغر سنا منه، ويقال أنه أول من بايع ليلة العقبة، وكان يكنى أبا أمامة، وكان يلقب بنقيب بني النجار، وقد قيل أنه خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فأتياه فعرض عليهما الإسلام.

وقرأ عليهما القرآن الكريم، فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة، ورجعا إلى المدينة المنورة فكانا أول من قدم بالإسلام بالمدينة، وقد قال ابن إسحاق، فلما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنجاز موعوده له، خرج النبي صلى الله عليه سلم، في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار، فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم، فبينا هو عند العقبة لقى رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “أمن موالي يهود؟” قالوا نعم قال” أفلا تجلسون أكلمكم؟” قالوا بلى، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن الكريم، قال وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا.

إن نبيا مبعوثا الآن قد أظل زمانه تتبعه، نقتلكم معه قتل عاد وإرم، فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولئك النفر ودعاهم إلى الله تعالى، قال بعضهم لبعض، يا قوم تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه، فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله أن يجمعهم بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك وتقرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعنهم الله عليك فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا، وقد قال أبو نعيم أنه، أي هو أسعد بن زرارة، أول من أسلم من الأنصار من الخزرج، وقد روى الإمام أحمد بسنده عن جابر قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي المواسم بمنى يقول “من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة” حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر كذا قال فيأتيه قومه فيقولون احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله تعالى إليه من يثرب، فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن الكريم، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم ائتمروا جميعا، فقلنا حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا.